ببساطة، مجرد امتلاك موقعاً إلكترونياً أو متجراً رقمياً لم يعد كافياً لتوليد المبيعات، فحتى المنتجات الأفضل، والخدمات الأميز، تبقى طيّ النسيان إن لم تُعرَض في اللحظة المناسبة، بالطريقة المناسبة للشخص المناسب، وهنا تحديداً تتجلّى قوة إعلانات جوجل.
منصة الإعلان الأكثر استخداماً في العالم Google Ads؛ لا تمنحك فقط القدرة على الظهور في صدارة نتائج البحث، بل تتيح لك الوصول بدقة إلى من يبحثون فعلاً عمّا تقدّمه، حتى قبل أن يعرفوا اسم علامتك التجارية.
في هذا المقال، لن نكتفي بالتعرّف على أساسيات اعلانات جوجل للمبتدئين، بل سنمشي خطوة بخطوة لإنشاء أول حملة ناجحة، ونكتشف استراتيجيات فعّالة لخفض التكلفة وزيادة التحويلات، مدعومة بدراسات حالة حديثة تثبت أن النجاح بالإعلان لم يعد حِكراً على الشركات الكبرى.
ما هي إعلانات جوجل؟ (فن الظهور في اللحظة المناسبة)
إعلانات جوجل، أو ما كان يُعرف سابقاً بـ Google AdWords، هي منصة تتيح عرض الإعلانات النصية والبصرية والمرئية في اللحظة التي يبحث فيها المستخدم عمّا تقدّمه، وتظهر هذه الإعلانات ضمن نتائج البحث، أو على يوتيوب، أو عبر شبكة ضخمة من المواقع الإلكترونية والتطبيقات الشريكة.
تعتمد منصة إعلانات جوجل في الغالب على نموذج “الدفع مقابل النقرة” (CPC)، أي أنك لا تدفع مقابل الإعلان إلا عندما ينقر المستخدم على إعلانك فعلياً، وهذا النموذج يجعلها خياراً مناسباً للشركات الصغيرة، لأنه يربط التكلفة بنتيجة ملموسة.
ويُحدَّد ظهور الإعلان عبر نظام مزايدة ذكي مرتبط بمدى جودة الإعلان وموائمته لمتطلبات الباحث، أي يجمع بين قيمة العرض المقدم وجودة الإعلان، فحتى إن كانت ميزانيتك محدودة، ستتمكن من كسب الأسبقية أمام منافسيك إن كان إعلانك عالي الجودة وملائماً لبحث المستخدم.
وتمنح جوجل كل إعلان “نقطة جودة” تتراوح بين 1 و10، استناداً لمدى ملاءمته، وتجربة صفحة الهبوط المرتبطة به، وتتلخص معادلة ترتيب الإعلانات (Ad Rank) ببساطة؛ في أن الإعلان كلما كان أكثر فائدةً ووضوحاً للمستخدم؛ زادت فرص ظهوره وتصدره، وقلّت تكلفته.
لماذا يستخدم المعلنون إعلانات جوجل؟ (فن الحصول على النتائج الفورية)
إعلانات جوجل تُستخدم على نطاق واسع لأنها تمنح المعلنين مزايا لا تمنحها معظم القنوات الإعلانية الأخرى، ومن أبرز هذه المزايا:
- الوصول إلى جمهور ضخم:
يعالج محرك البحث أكثر من 8.5 مليار عملية بحث يومياً، ما يمنح إعلانك فرصة للظهور أمام ملايين المستخدمين في اللحظة التي يبحثون فيها عن منتج أو خدمة مشابهة، وهو ما يعزّز احتمالية التحويل (Conversion).
- استهداف ذكي ودقيق:
يمكنك تحديد جمهورك بحسب الموقع الجغرافي، اللغة، العمر، الجنس، الاهتمامات، أو حتى كلمات البحث، مما يضمن أن تظهر إعلاناتك فقط للأشخاص الأكثر احتمالًا لاتخاذ إجراء فعلي.
- نتائج سريعة وقابلة للقياس:
بخلاف القنوات الأخرى التي تحتاج وقتاً أكثر، يمكن لحملتك أن تبدأ بجلب زيارات أو استفسارات خلال أيام، وإن كانت الحملة مُهيّأة جيداً؛ فقد تبدأ المبيعات بالوصول خلال الأسبوع الأول.
- تحليلات دقيقة ومباشرة:
لوحة التحكم في جوجل توفّر لك بيانات تفصيلية لحظية مثل: عدد النقرات، معدل الظهور، تكلفة النقرة، نسبة التحويل، ويمكنك دمجها مع Google Analytics لمراقبة سلوك الزائر بعد النقر على الإعلان، وتحسين النتائج استنادا إلى البيانات.
- مرونة في الإنفاق وسيطرة على الميزانية:
بإمكانك البدء بمبلغ بسيط جداً، وتعديله في أي وقت، دون وجود حد أدنى للإنفاق، كما يمكن إيقاف الحملة مؤقتاً أو تشغيلها حسب الحاجة، وهو ما يجعل إعلانات جوجل مناسبة للشركات الصغيرة والمتوسطة.
- عائد استثماري مرتفع:
وفقاً لجوجل، تحقق الشركات في المتوسط 8 دولارات مقابل كل 1 دولار يُنفق على الإعلانات، وهو ما يجعل المنصة خياراً جذّاباً لتحقيق نمو فعلي بمخاطر منخفضة نسبيّاً.
أنواع الحملات الإعلانية على جوجل (اختر الطريق الأنسب لهدفك)
إعلانات جوجل تتيح لك أكثر من طريقة للوصول إلى جمهورك، وكل نوع من أنواع الحملات يخدم غرض محدد بحسب المرحلة التي يمر بها العميل. وإليك أنواع الحملات الإعلانية الأساسية على جوجل:
-
حملات شبكة البحث (Search Ads):
إعلانات نصّية تظهر في نتائج بحث جوجل، وتستهدف مستخدمين يبحثون فعليّاً عن منتجات أو خدمات شبيهة بما تقدّمه، مما يجعلها فعّالة في جذب الزيارات والمبيعات.
مثلاً: إذا بحث المستخدم عن “حذاء جري جديد”، يمكن لمتجر أحذية عرض إعلاناً يظهر فوراً ضمن النتائج الأولى بمعزل عن عوامل تحسين الظهور لمحركات البحث SEO.
-
حملات الشبكة الإعلانية (Display Ads):
تظهر في المواقع والتطبيقات (ضمن شبكة شركاء جوجل)، على شكل صور أو بانرات مرئية، وتهدف إلى تعزيز الوعي بالعلامة التجارية أو إعادة استهداف الزائرين السابقين.
مثلاً: قد يشاهد المستخدم إعلان في لوحة إعلانية (Banner) عن كاميرا كان يبحث عنها سابقاً أثناء تصفحه لموقع إخباري، مما يعزز تذكّره للمنتج الذي كان يبحث عنه.
-
حملات الفيديو على اليوتيوب (Video Ads):
تمكّنك من عرض إعلانات مرئية قبل أو أثناء أو بعد مقاطع الفيديو على YouTube أو ضمن شبكة جوجل، وتُستخدم غالباً في بناء الوعي أو زيادة التفاعل.
مثلاً: يمكن عرض فيديو قصير كإعلان لمعهد لغات قبل بداية مقطع محاضرة تعليمي، مما يلفت انتباه الجمهور المهتم بطريقة بصرية وسمعية.
-
حملات التسوّق (Shopping Ads):
تعرض معلومات تفصيلية عن المنتج مثل الصورة والسعر واسم المتجر مباشرة ضمن نتائج البحث أو تبويب Google Shopping، وتُعد مثالية للمتاجر الإلكترونية.
مثلاً: عند البحث عن “هاتف ذكي سامسونج”، سيظهر للمستخدم إعلان تسوّق يعرض المنتج وسعره ومكان الشراء ضمن خيار “تسوّق” أسفل مربع البحث.
-
حملات التطبيقات (App Campaigns):
مخصّصة للترويج لتطبيقات الهواتف المحمولة، وتعمل بشكل تلقائي باستخدام بيانات التطبيق لعرض إعلانات نصيّة أو مرئية عن التطبيق في مواقع أو متاجر أو تطبيقات أخرى أو حتى روابط إعلانية لمقاطع على اليوتيوب.
مثلاً: يمكن الترويج للعبة جديدة من خلال إعلان يظهر داخل تطبيق لعبة أخرى أو كنافذة إعلانية في مواقع ومنصات مختلفة.
اقرأ أيضاً: التسويق عبر البريد الإلكتروني (دليل نحو نجاح تسويقي في 2025)
كيفية إنشاء أول حملة إعلانية على جوجل خطوة بخطوة
البدء بحملة إعلانية على جوجل لا يحتاج إلى خبرة تقنية كبيرة، فالمنصة تقودك بخطوات واضحة، ويمكن لأي صاحب نشاط تجاري إعداد حملته الأولى خلال وقت قصير.
ولأن حملات شبكة البحث Search Ads تُعدّ الخيار الأمثل للشركات الصغيرة (من حيث الاستهداف المباشر والنتائج السريعة)؛ سنركّز هذا القسم على شرح كيفية إعداد حملة من هذا النوع تحديداً، خطوة بخطوة.
-
إنشاء الحساب وضبط الإعدادات
توجّه إلى Google Ads وأنشئ حساباً باستخدام بريدك الإلكتروني على Gmail، وعند ظهور البطاقة الأولية تخطاها كما هو موضح في الصورة، وذلك للوصول إلى اللوحة التي تتيح لك مزيد من خيارات التحكم والتفصيل.
أدخل بيانات نشاطك التجاري مثل الاسم والموقع، واربط حساباتك ذات الصلة إن وجدت (مثل قناة يوتيوب أو نشاطي التجاري على جوجل)، وأضف بيانات الدفع، هذه الخطوة التأسيسية تهيّئك لإنشاء حملتك الإعلانية الأولى.
2. تحديد الهدف الإعلاني
اختر هدفك الأساسي من حملتك الإعلانية، مثل: زيارات للموقع، مبيعات، عملاء محتملين، أو تعزيز الوعي أو غيرها، ويساعدك هذا الخيار على ضبط إعدادات الحملة بطريقة تخدم الغاية الترويجية، ويتيح لجوجل أن يقترح تنسيقات وإعدادات مناسبة لحملتك.
ولكني أنصح باختيار “إنشاء حملة بدون تلقي إرشادات متعلقة بالهدف” وذلك للحصول على تحكم أكبر والوصول إلى خيارات أوسع لاحقاً.
3. اختيار نوع الحملة
بناءً على الهدف، اختر نوع الحملة المناسب لأهدافك التجارية، كإعلانات نصية تظهر في نتائج بحث جوجل، أو إعلانات على مواقع وتطبيقات، أو غيرها من أنواع الحملات، فقط اختر النوع الأنسب لمشروعك، ولا مانع من التجربة لاحقاً بأنواع متعددة أو مزيج من عدة أنواع.
وفي هذا الشرح، كما أوضحنا سابقاً؛ سنقوم بإختيار إعلان شبكة البحث.
4. استهداف الجمهور والكلمات المفتاحية
حدد الدولة أو المدينة التي تستهدفها، واختر اللغة المناسبة لجمهورك، ثم حدّد الكلمات المفتاحية التي يستخدمها عملاؤك للبحث، وحدد نوع المطابقة للكلمات (مطابقة كلمة أو عبارة)، وحدد الكلمات السلبية (غير المستهدفة) لاستبعاد النتائج غير المرغوبة مثل “مجاني” أو “بدون مقابل”.
5. إعداد الإعلان نفسه
اكتب عنوان جذّاب يتضمن الكلمة المفتاحية، ووصفاً واضحاً لعروضك أو مميزات منتجك، ثم أدخل رابط صفحة الهبوط، وأضف الملحقات مثل روابط الصفحات أو أرقام الاتصال، وبإمكانك إنشاء أكثر من نسخة من الإعلان ليختبر النظام أيّها يحقق تفاعل أعلى.
6. ضبط الميزانية واستراتيجية المزايدة
اختر ميزانيتك اليومية (مثلاً: 10 دولارات)، ثم حدد آلية المزايدة:
- CPC (الدفع لكل نقرة)
- CPM (الدفع لكل ألف ظهور)
- CPA (الدفع عند كل تحويل)
للمبتدئين، يُنصح باختيار CPC ذكي تلقائي ليقوم جوجل بإدارة العروض وفق الأداء.
7. إطلاق الحملة والمتابعة
راجع كل الإعدادات، ثم أطلق الحملة، تابع الأداء عبر لوحة التحكّم، راقب النقرات، الظهور، التحويلات، وتفاعل المستخدم بعد النقر، أوقِف الكلمات ذات الأداء الضعيف، جرّب عبارات جديدة، عدّل الميزانية عند الحاجة، وتابع توصيات جوجل بحذر، وانتبه أن تقوم بالتفعيل التلقائي للمراجعة بل قم بالمراجعة يدوياً.
باتباع هذه الخطوات السبعة، ستكون قد أطلقت أول حملة لك على إعلانات جوجل.
وتذكّر أن نجاح حملتك لا يحدث بين ليلة وضحاها، لكن مع التجربة والمراجعة المستمرة ستكتشف ما يناسب جمهورك، وتحقق أفضل النتائج من ميزانيتك.
وهنا سلسلة من مقاطع الفديو على اليوتيوب لتعليم كيفية عمل اعلانات جوجل ادز للمبتدئين
استراتيجيات فعّالة لتحسين نتائج إعلانات جوجل (جرّب، راقب، عدّل، وكرّر)
بعد تشغيل حملتك الأولى، تبدأ المرحلة الأهم: وهي التحسين، فنجاح الإعلانات لا يُقاس بإطلاقها، بل بقدرتك على تعظيم نتائجها وتحقيق عائد أعلى مقابل كل دولار تنفقه.
إليك مجموعة استراتيجيات مجرّبة ترفع أداء حملاتك، حتى لو كنت في بداية الطريق:
- ابحث عن الكلمات المفتاحية بذكاء، لا بكثرة:
لا تكتفِ بكلمات عامة، بل استهدف مزيج يجمع بين الكلمات القصيرة والأكثر تحديداً (long-tail keyword)، مثلاً استخدم كلمة “بدلة رجالية مقاس 50” بدلاً من مجرد “بدلة رجالية”، واستخدم أدوات مثل مخطّط الكلمات المفتاحية لتوسيع قائمتك، ثم راقب أداء كل كلمة، واستبعد التي لا تحقق نتيجة.
- استخدم خاصية الكلمات السلبية لتوفير الميزانية:
حدد الكلمات التي تمنع ظهور إعلانك في عمليات بحث غير مناسبة لأهدافك وذلك لاستبعادها من الاستهداف، مثل كلمة “مجاني” أو “رخيص”، فهذا يحميك من نقرات لا تتحوّل إلى مبيعات أو عملاء، ويزيد من كفاءة إنفاق ميزانيتك الإعلانية.
- اجعل إعلانك وصفحة الهبوط متطابقين:
يجب أن يكون نص الإعلان واضح ويعكس بدقّة ما سيجده المستخدم بعد النقر، وإذا وعدت بخصم، أو عرض معين، فيجب أن تكون صفحة الهبوط مخصّصة لذلك العرض تحديداً، فالتطابق هنا لا يحسّن فقط تجربة المستخدم، بل يرفع تقييم جودة إعلانك ويقلّل من تكلفة النقرة.
- اكتب دعوة واضحة للإجراء (Call To Action):
أخبر المستخدم مباشرةً بما تريده أن يفعل: “اطلب الآن”، “سجّل اليوم”، “احجز موعد”، وجود CTA فعّال يساعد في رفع نسبة النقر، وتحويل الزائر إلى عميل فعلي.
- اختبر أكثر من صيغة إعلانية:
أنشئ أكثر من إعلان داخل كل مجموعة إعلانية (Ad Group)، بعناوين مختلفة أو عروض متنوعة، واترك النظام يُجري الاختبار تلقائياً لتعرف أيها يحقق أعلى أداء، بعد ذلك، حافظ على الإعلان الأفضل، وجرّب تحسين البقية وفقاً لنتائج الاختبار.
- استخدم إضافات الإعلان المتاحة:
فعّل كل ما يُناسبك من الإضافات مثل روابط الصفحات، رقم الهاتف، أو أي ميزات تنافسية، هذه الإضافات تزيد مساحة ظهور إعلانك، وتجعله أكثر جذباً وثقة لدى الجمهور.
قاعدة ذهبية: لا توجد حملة مثالية من المحاولة الأولى، والاستراتيجية الأنجح هي في المتابعة المستمرة، والمراجعة الدقيقة، والتحسين التدريجي، ومع الوقت، ستعرف جيداً ما الذي ينجح مع جمهورك، وما الذي يستنزف ميزانيتك بلا عائد.
قياس الأداء وتتبع النتائج (حين تصبح البيانات دليل لا تخمين)
بعد تشغيل الحملة وضبط الميزانية والاستهداف، تبدأ مرحلة التحليل، وهنا تتفوّق إعلانات جوجل على منافسيها لأنها تمنحك شفافية شبه كاملة لرؤية ما يعمل وما لا يعمل، بدقة لا تتوفّر في كثير من القنوات الأخرى، ومن العناصر التي تعينك على القياس:
- لوحة البيانات والمؤشرات الأساسية:
في حسابك على Google Ads ستجد لوحة تحكّم تعرض لك كل ما تحتاجه: عدد مرات الظهور، والنقرات، ومعدل النقر إلى الظهور (CTR)، ومتوسط تكلفة النقرة، والإنفاق الكلّي، هذه الأرقام تمنحك قراءة أولية عن مدى تفاعل الجمهور، ومدى كفاءة الحملة في استهلاك الميزانية.
- تتبّع التحويلات (Conversion Tracking):
لا يكفي أن ينقر المستخدم على إعلانك، الهدف هو ما بعد النقرة، كشراء منتج أو تعبئة نموذج، وهنا تظهر أهمية تتبع التحويلات، فكل ما عليك فعله هو تفعيل أداة التحويلات في المنصة أو استخدام Google Tag Manager، وهذا يتيح لك التعرف لاحقاً على أي إعلان أو كلمة مفتاحية جلبت لك فعلياً نتائج أفضل.
إن عدم تفعيل تتبع التحويلات يُشبه قيادة السيارة بلا عدادات: لا ترى السرعة، ولا الوقود، ولا المسافة، مما يجعل تحسين الأداء ضرباً من التخمين.
- الربط مع Google Analytics:
إن كنت تستخدم Google Analytics، فقم بربطه بحساب إعلانات جوجل، فهذا يمنحك نظرة أكثر عمقاً لسلوك المستخدم بعد النقر، ستعرف مثلاً إن كان الزائر يغادر فور دخوله (معدل ارتداد مرتفع)، أو يتصفّح الموقع لفترة، أو يتنقّل بين الصفحات.
هذه البيانات تساعدك في التمييز بين حملة تجلب زيارات فعاله، وحملة تجلب نقرات بلا قيمة.
- قياس العائد على الإنفاق الإعلاني (ROAS):
باستخدام بيانات التكلفة من Google Ads وبيانات العائد من التحويلات، يمكنك احتساب ROAS وهو اختصاراً لـ Return On Ad Spend، وهو مقياس يوضّح: كم دولاراً جنيتَ مقابل كل دولار أنفقته على الإعلان.
مثلًا: ROAS = 5:1 يعني أن كل 1 دولار في الإعلان جلب لك مبيعات 5 دولارات، فمعرفة هذا الرقم تُجيب عن سؤال بسيط ومهم: هل يجب أن أزيد الاستثمار في هذه الحملة أم لا؟
- اختبار A/B وتجارب المستخدم:
توفّر منصة إعلانات جوجل خاصية “التجارب” لتختبر متغيّر محدد (كصفحة هبوط أو عرض مختلف) دون التأثير على الحملة الأصلية، حيث يتم تقسيم حركة الزوار (Traffic) بين الخيارين، وبعد مدة يمكنك مقارنة النتائج واتخاذ قرار مبني على الأرقام المحققة، وإن لم تكن جاهزاً لاستخدام أدوات التجربة، يكفي في البداية أن تُقسّم حملاتك يدوياً وتجري المقارنة بنفسك.
بالمجمل؛ لا تكتفِ بإطلاق الحملة وتركها تعمل، بل راقب الأداء باستمرار، وافهم ماذا تغيّر، ولماذا، وأي قرار أحدث فرقاً أكبر، وركّز على المؤشرات المرتبطة بهدفك المباشر، فإن كان هدفك البيع مثلاً؛ تابع تكلفة التحويل والعائد، وليس فقط عدد النقرات، فالنجاح الحقيقي في إعلانات جوجل لا يبدأ عند إطلاق الحملة، بل عند فهم أرقامها، وتحسينها حملةً بعد حملة.
أخطاء شائعة يجب تجنّبها عند الإعلان على جوجل (تفاداها لتوفير الوقت والمال)
رغم سهولة إنشاء الحملات على جوجل، إلا أن هناك أخطاء متكرّرة قد تُضعف النتائج أو تُهدر الميزانية. إليك أبرزها:
- عدم ضبط إعداد تتبّع التحويلات (Conversion Tracking)
إطلاق الحملة دون ضبط تتبّع التحويل يعني أنك ترى نقرات ولا تعرف أيّها تحوّل إلى عميل أو مبيعات، فتنفق المال دون أن تعرف أي حملة تُثمر فعلاً أكثر من غيرها، لذا احرص على ضبط التحويلات منذ البداية، سواء كانت عملية شراء، أو تعبئة نموذج، أو أي إجراء محدد.
- استخدام كلمات مفتاحية عامة جداً أو غير مدروسة
استهداف كلمات فضفاضة مثل “ملابس” أو “هواتف” قد يجلب نقرات كثيرة، لكن غير دقيقة، ومن الأفضل استخدام كلمات طويلة ومحددة ومدروسة، وتقسيمها ضمن مجموعات واضحة، واختيار نوع المطابقة بعناية (Match Type)، وتذكّر أن متابعة تقرير مصطلحات البحث (CTR Search Terms Report) سيبين لك العبارات الحقيقية التي تتناسب مع إعلاناتك.
- قبول كل التوصيات التلقائية دون مراجعة
جوجل يقترح توصيات كثيرة، بعضها جيّد، لكن ليس كل اقتراح مناسب لحالتك، لا تُفعّل كل شيء تلقائياً، بل راجع يدوياً، وطبّق فقط ما يتوافق مع هدفك وميزانيتك.
- إنشاء إعلان واحد فقط دون اختبار بدائل
الاعتماد على نسخة واحدة من الإعلان يُضيّع فرصة معرفة ما ينجح فعلياً، لذا؛ أنشئ أكثر من نسخة إعلانية، بعناوين ووصف مختلف، ثم دع نظام الاختبار يحدد الأفضل بينها، وإذا لاحظت تراجع الأداء، لا تتردد في تحديث الإعلان لتجنّب الملل أو التكرار.
- صفحة هبوط ضعيفة أو غير متوافقة
صفحة الهبوط (Landing Page) هي التي تُحوّل النقر إلى نتيجة، فإذا كانت بطيئة، أو غير واضحة، أو لا تتطابق مع الإعلان (وعود وهمية)، سيفقد الزائر اهتمامه سريعاً، لذلك تأكّد أن الصفحة الهبوط مرتبطة مباشرةً بالإعلان، سهلة الاستخدام، وسريعة على الهواتف المحمولة أيضاً.
- تحديد ميزانية غير واقعية مقارنة بالهدف
من الأخطاء الشائعة تقسيم ميزانية محدودة على عدد كبير من الحملات أو الكلمات المفتاحية، والنتيجة المتوقعة من ذلك؛ بيانات غير كافية، ونتائج غير واضحة، لهذه الأسباب من الأفضل التركيز على حملة واحدة أو كلمتين مفتاحية فعّالتين، مع تخصيص ميزانية تسمح بالحصول على عدد معقول من النقرات، لتُقيّم الأداء بشكل أفضل ثم تتوسع لاحقاً.
دراسات حالة: أمثلة نجاح حقيقية عبر إعلانات جوجل
- Never Fully Dressed
متجر الأزياء البريطاني Never Fully Dressed اعتمد على جوجل للوصول إلى جمهور جديد خارج المملكة المتحدة، استخدموا حملات الأداء المختلطة من عدة حملات Google Performance Max be التي تعتمد على الأداء للوصول إلى كل مساحة إعلانية متوفرة عبر حملة واحدة، إلى جانب اعتماد المتجر على إعلانات البحث الديناميكية للوصول إلى المهتمين من جمهورهم.
- عائد على الإنفاق الإعلاني بلغ 890% في ديسمبر 2022.
- أكثر من 40% من إيرادات المتجر الإلكتروني باتت تأتي عبر إعلانات جوجل.
- نمو 53% في الإيرادات خلال عام واحد، مقارنة بالعام الذي سبقه.
هذا النجاح الرقمي ساعدهم في اتخاذ خطوة جريئة؛ فبعد المتجر الإلكتروني تم افتتاح أول متجر فعلي في الولايات المتحدة في عام 2023، وذلك مع استمرار إعلانات جوجل كقناة جذب رئيسية.
-
Bird & Blend Tea Co.
شركة الشاي البريطانية Bird & Blend Tea Co. استخدمت إعلانات Google Performance Max أيضاً للوصول إلى جماهير جديدة وزيادة مبيعاتها عبر الإنترنت.
- نمو بنسبة 320% في مبيعات العملاء الجدد منذ عام 2020.
- تحقيق عائد على الإنفاق الإعلاني (ROAS) يزيد عن 4 جنيهات إسترلينية لكل 1 جنيه يتم إنفاقه.
- 20-25% من الإيرادات عبر الإنترنت تأتي من إعلانات جوجل
- 200% نمو العلامة التجارية في عامين ونصف
تُظهر هذه النتائج كيف ساعدت استراتيجيات الإعلانات المدفوعة على Google في توسيع قاعدة عملاء الشركة وزيادة إيراداتها بشكل كبير.
-
Mother-in-Law’s Kimchi
شركة Mother-in-Law’s Kimchi، المتخصصة في المنتجات الغذائية التقليدية، استخدمت إعلانات Google لزيادة الوعي بمنتجاتها وتوسيع نطاق توزيعها.
- 2 مليون متوسط حجم الظهور الرقمي سنوياً
- 190% النمو السنوي منذ بدء استخدام إعلانات Google في عام 2019
- 270% زيادة في إجمالي المبيعات عبر الإنترنت باستخدام إعلانات Google
تُبرز هذه القصة كيف يمكن لإعلانات Google أن تكون أداة فعالة للشركات الصغيرة والمتوسطة في تعزيز حضورها الرقمي في السوق وزيادة مبيعاتها.
اقرأ أيضاً: التسويق الإلكتروني للمطاعم: دليلك الشامل للنجاح الرقمي في 2025
الأسئلة الشائعة
كم تبلغ تكلفة إعلانات جوجل؟
تكلفة إعلانات جوجل ليست ثابتة، أنت من يحدد الميزانية، ويمكنك البدء بمبلغ بسيط مثل 5 دولارات يوميّاً، وجوجل لن يتجاوز هذا الحد، فتكلفة النقرة تعتمد على الكلمات المفتاحية: بعض الكلمات لا تتعدّى بضعة سنتات، وأخرى قد تصل إلى عدّة دولارات في مجالات تنافسية (المتوسّط العالمي في 2023 كان حوالي 4 دولارات للنقرة)
متى تبدأ النتائج بالظهور بعد إطلاق الحملة؟
تبدأ النتائج بالظهور بعد إطلاق الحملة بأيام، في بعض الحالات تبدأ النقرات في نفس اليوم أو اليوم التالي، خاصة إذا كانت الحملة مضبوطة بشكل جيّد، ولكن لفهم الحملة بشكل شامل؛ يُفضّل الانتظار بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع لتجميع بيانات كافية، خلال هذه الفترة سوف تتعرف الكلمات المفتاحية التي تحقق أداء أفضل، والأوقات الأنسب، وسلوك الجمهور.
وتذكّر: سرعة النتائج تعتمد على نشاطك، مدى المنافسة، واستجابتك المستمرّة لما تكشف عنه الأرقام والتحليلات، صحيح أن إعلانات جوجل تُعطي نتائج أسرع من الـ SEO، لكنها تحتاج متابعة دقيقة في البدايات.
هل تناسب إعلانات جوجل الشركات الصغيرة والميزانيات المحدودة؟
نعم، تناسب إعلانات جوجل الشركات الصغيرة والميزانيات المحدودة، فالمنصة صُمّمت لتخدم الجميع: من الأفراد إلى الشركات الكبرى، ويمكنك البدء بمبلغ بسيط، واستهداف جمهور محدد في مدينة أو حتى حيّ واحد، وهذا ما يجعلها فعّالة للشركات الصغيرة التي تبحث عن ظهور محلي أو تعمل في سوق متخصص.
وما يضمن النجاح الحقيقي هو الاستهداف الذكي، وتتبع العائد على الإنفاق، وعدم تبديد الميزانية على جمهور عشوائي، فالكثير من المشاريع الناشئة حققت نتائج قوية عبر جوجل لأنها ركّزت على منطقة جغرافية ضيقة، ورسالة إعلانية واضحة.
الخاتمة
كل زيارة مدفوعة إلى موقعك هي فرصة لأن يتعرف عليك جمهور جديد لم يكن يعرفك من قبل، ويشتري منك من لم يكن يخطط للشراء أصلاً.
لكن الإعلانات وحدها لا تحقق النتائج، بل فهمك لنية البحث، دقّتك في الاستهداف، وجرأتك في التجريب والتحسين.
بمعنى آخر؛ إعلانات جوجل ليست وصفة جاهزة، بل ساحة ديناميكية يتفوّق فيها من يراقب الأرقام، ويصقل المحتوى، ويعدّل المسار كلما تطلب الأمر.
فمن يتعامل معها كأداة ذكية وليس كحلّ سحري؛ سيرى نتائج تتجاوز النقرات، سيرى عملاء وعوائد ونمو مستدام، ويبقى السؤال الحقيقي؛ ليس: هل تُجدي الإعلانات نفعاً ؟ بل: هل تُجيد أنت استخدامها؟!
وإذا كان لديك أي سؤال حول إعلانات جوجل، فلا تردد في كتابة تعليق في الأسفل، وسوف أحاول مساعدتك.